vendredi 19 octobre 2007

القطار : قصّة قصيرة جدّا


القطار

انطلق القطار يطوي الأرض طيّا، ليفرزها خطّا أسودا يمزّق رماديّة سماء ضواحي باريس..


اخترق المساحات الإسمنتيّة، وسط قطع متفرّقة من الضباب..

داخل العربة، ساد صمت جنائزي ، وعلا الوجوه شحوب المدن الكبرى..

امرأة، وقفت متردّدة على عتبة سنّ اليأس.. في ركن قصيّ، التصق خدّها المبلّل، ببرد زجاج النّافذة.. على كتفيها انسدل حقل من الذّهب المتموّج تحت أشعّة فانوس كهربائي، التصقت بعض من خصلاته بالخذّ المبلّل وببرد زجاج النّافذة..

تبدّت عليها معالم ماض قريب، عريق في الجمال..

كانت تبكي..

ضمّت إلى صدرها كتاب مغلق.. انعكست صورة الغلاف على زجاج النّافذة: "طرق الإنتحار"*.


كان القطار لا يزال يطوي الأرض طيّا، عندما صفع برد متسلّل كالحيّة من أحد الأبواب، شحوب المدن الكبرى..

ومزّق رمادية سماء ضواحي باريس.. خطّ أحمر..



*Suicide, mode d'emploi

Aucun commentaire: